السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي يؤكد التزام مصر بدعم “قدرة إقليم شمال أفريقيا”

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية ورئيس الدورة الحالية لـ”قدرة إقليم شمال أفريقيا”، التزام مصر الكامل بدعم هذه القدرة.

وأشار سيادته إلى أن القارة الأفريقية تشهد تحديات جيوسياسية معقدة ومتشابكة، تشمل النزاعات المسلحة، وتفشي الإرهاب، والجريمة المنظمة العابرة للحدود، بالإضافة إلى تداعيات تغير المناخ. وشدد على أن هذه التحديات تهدد الأمن والاستقرار والتنمية في أفريقيا، وتستلزم تضافر الجهود لمواجهتها.

وأضاف: “من هذا المنطلق، بات تفعيل وتعزيز الآليات الإقليمية المعنية بحفظ السلم والأمن في القارة أمرًا ضروريًا.”

وفيما يلي نص الكلمة:

فخامة الرئيس جواو لورينسو، رئيس جمهورية أنغولا ورئيس الاتحاد الأفريقي،فخامة الرئيس تيودورو أوبيانغ، رئيس جمهورية غينيا الاستوائية،السيد محمود علي يوسف، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي،أصحاب الفخامة رؤساء الدول والحكومات،السيدات والسادة الحضور،

أستهل كلمتي بتوجيه خالص الشكر والامتنان لأخي فخامة الرئيس تيودورو أوبيانغ، رئيس جمهورية غينيا الاستوائية، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة. كما أتقدم بخالص الشكر والتقدير لأخي فخامة الرئيس جواو لورينسو، رئيس جمهورية أنغولا، على قيادته الرشيدة للعمل الأفريقي المشترك.

ولا يفوتني أن أتقدم بالتهنئة وخالص التقدير لقيادات المفوضية الجديدة، وعلى رأسهم السيد محمود علي يوسف، مؤكدًا دعمنا لأجندتهم الطموحة لإصلاح عمل المنظمة وتحسين كفاءتها وأدائها.

الحضور الكريم،

تشهد قارتنا العديد من التحديات الجيوسياسية المعقدة والمتشابكة، بدءًا من النزاعات المسلحة، مرورًا بتفشي آفة الإرهاب، وصولًا إلى الجريمة المنظمة العابرة للحدود، فضلًا عن تداعيات تغير المناخ. هذه التحديات تهدد الأمن والاستقرار والتنمية في أفريقيا، وتستلزم تضافر جهودنا لمواجهتها.

من هذا المنطلق، فإن تفعيل وتعزيز الآليات الإقليمية المعنية بحفظ السلم والأمن في القارة بات أمرًا ضروريًا. ومن هنا، تبرز أهمية القوة الأفريقية الجاهزة كركيزة أساسية في منظومة السلم والأمن الأفريقية، مستندة إلى مكوناتها الإقليمية، مثل قدرة إقليم شمال أفريقيا، التي تتولى مصر رئاستها الدورية هذا العام. تتيح هذه المنظومة قوة متعددة الأبعاد ومتكاملة التجهيز، تتمتع بالقدرة العملياتية والاستعداد للانتشار لدعم وحفظ السلام.

السادة الحضور،

يتطلب تنفيذ مهام مكونات القوة الأفريقية الجاهزة، ومن بينها قدرة إقليم شمال أفريقيا، في دعم جهود الوقاية من النزاعات، والاستجابة السريعة للأزمات، وحفظ وبناء السلام، تنسيقًا وثيقًا مع مفوضية الاتحاد الأفريقي ومختلف الأقاليم الجغرافية. كما يتطلب توفير تمويل مستدام لأنشطة القدرة، خاصة لبناء القدرات، بما يحقق جاهزيتها التامة عند الضرورة.

وقد خطت قدرة إقليم شمال أفريقيا خطوات إيجابية في هذا المسار، حيث أقرت اجتماعات رؤساء الأركان ووزراء الدفاع، التي انعقدت في القاهرة مطلع العام الجاري، خطة الأنشطة والبرامج، ودشنت مسارًا للإصلاح المالي والإداري للقدرة، وقامت بمراجعة وتحديث إجراءات عملها لتتواكب مع نظيراتها في الاتحاد الأفريقي، وبما يحقق استدامة مالية وكفاءة في التخطيط والإنفاق.

كما تبذل الأمانة التنفيذية لـقدرة إقليم شمال أفريقيا، وأجهزتها المعنية بالتخطيط والتدريب والتقييم، جهودًا مقدرة داخل الإقليم لتعزيز مستوى الاستعداد العملياتي. ساهم ذلك في استكمال آخر متطلبات جاهزية القدرة، بتنفيذ التمرين الميداني في دولة الجزائر الشقيقة، بهدف تحقيق التناغم والتنسيق بين المكونات الثلاثة (العسكرية والشرطية والمدنية)، وتحقيق فهم أعمق لأدوارها في أي مهام سلام توكل إليها.

أصحاب الفخامة والمعالي، السيدات والسادة،

تأتي الجهود المصرية لتعزيز قدرة إقليم الشمال في إطار إيماننا الكامل بأهمية الاستعداد والجاهزية لحماية مقدرات شعوب قارتنا، وحمايتهم من مختلف التحديات، وتحقيق تطلعاتهم للأمن والاستقرار والازدهار.

وختامًا، تؤكد مصر التزامها الكامل بدعم قدرة إقليم شمال أفريقيا، في إطار اهتمامها الأوسع بتفعيل منظومة السلم والأمن الأفريقي، وفي إطار ريادة مصر لملف إعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات، وانطلاقًا من إيماننا الراسخ بأن السلم هو أساس التنمية، والتكامل هو طريقنا نحو مستقبل أفضل لقارتنا الغالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *